Post Top Ad

الخميس، 11 أبريل 2019

أول صورة لثقب أسود في التاريخ





منذ طرح أول ورقة أكاديمية تتنبأ بوجود الثقوب السوداء قبل ثمانين سنة بالضبط، داعبت هذه الفكرة الصادمة خيال العلماء والفنانين والأدباء، وباتت ساحة خصبة لسيناريوهات عجائبية تصل حد اختراق جدران الزمن عبر تلك الثقوب الأسطورية، لكن فضول الإنسان لرؤيتها ظل حلما بعيد المنال حتى تحقق مساء اليوم الأربعاء.
ففي كل من واشنطن وبروكسل وسانتياغو وشنغهاي وتايبيه وطوكيو، عقدت اليوم ستة مؤتمرات صحفية متزامنة لإطلاق هذا النبأ التاريخي مشفوعا بأول صورة حقيقية لثقب أسود يراها الإنسان، حيث نجح تلسكوب "إيفينت هورايزون" -وهو مشروع دولي مشترك بدأ عام 2012 باستخدام شبكة عالمية من المراصد- في التقاط الصورة.



تمكن علماء فلك من التقاط أول صورة على الإطلاق للثقب أسود الذي يقع في مجرة بعيدة. وكشفوا عن أن مخرجي السينما الأمريكية "هوليوود" كانوا دقيقين في تصويرهم لهذة الظاهرة الكونية.
وتبلغ مساحة الثقب 40 مليار كيلومتر، أي ثلاثة أضعاف حجم الأرض، وقد شبهه العلماء بـ "الوحش".
ويبعد الثقب 500 كوادريليون كيلومتر عن الأرض (كوادريليون= مليون ترليون)، واشترك في تصويره شبكة من ثمانية تلسكوبات في جميع أنحاء العالم.
ونشرت جميع التفاصيل اليوم في مجلة "أستروفيزيكل جورنال ليترز" Astrophysical Journal Letters.
وقال البروفيسور الذي اقترح التجربة، هينو فالك، من جامعة رادبود في هولندا، لبي بي سي إنه تم العثور على الثقب الأسود في مجرة تسمى إم87.




والصورة لثقب أسود يقع في مركز مجرة "مسييه 87" التي تقع على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية عن الأرض. وكان العلماء قد بدؤوا برصده قبل عامين إلى جانب ثقب آخر يقع في مركز مجرتنا درب التبانة. لكن الصورة الأولى لم يكن ممكنا التقاطها إلا اليوم، حيث دمج العلماء بيانات ثمانية مراصد من أربع قارات للحصول على الصورة المركبة.
وقبل هذا اليوم، لم تكن لدينا سوى رسوم تخيلية للثقوب السوداء، فهي لا تُرى لأن جاذبيتها الهائلة تمتص كل شيء بما في ذلك الضوء، ولكنها تكشف عن نفسها من خلال المادة التي تبتلعها. لذا ظهر الثقب الأسود في الصورة اليوم كبقعة سوداء مظلمة وسط هالة من دوامات الغبار والضوء الأحمر.




ويوضح البروفيسور فالكه أن الثقب يظهر في الصور كـ"حلقة نار" ملتهبة، تحيط بفتحة مظلمة دائرية.
ونتجت هذه الهالة الساطعة عن سقوط غاز محموم في الفتحة. ويبدو الضوء الصادر عنه أكثر إشراقا من جميع مليارات النجوم الأخرى في المجرة مجتمعة، ولذا يمكن رؤيته من مسافة بعيدة من الأرض.
ويدخل الغاز إلى الثقب الأسود عن طريق حافة الحلقة المظلمة في المركز، ويرتفع فيه معدل الجاذبية بشكل كبير، حيث لا يمكن حتى للضوء أن يهرب.




ويقول عضو فريق الفلكيين الدكتور زيري يونسي، من جامعة لندن، إن الصورة التي أخذت للثقب تتطابق مع ما كان يتخيله علماء الفيزياء النظرية ومخرجو هوليوود.
ويضيف "على الرغم من أنها كائنات بسيطة نسبيًا، فإن الثقوب السوداء تثير كثيراً من الأسئلة المعقدة حول الفضاء والزمن، وكذلك وجودنا".
ويردف "من اللافت للنظر أن الصورة التي شاهدناها، تشبه إلى حد كبير تلك التي حصلنا عليها من حساباتنا النظرية. حتى الآن، ويبدو أن آينشتاين مصيب مرة أخرى".






ليست هناك تعليقات:

Post Top Ad

الاكثر إهتماما